و للخلافات الزوجية اسباب اخرى!!

بقلم | امل صبري
ينبغي على الأزواج و الزوجات أن يكونوا صرحاء مع أنفسهم اولا ثم مع من يحكموه فيما شجر بينهم لتحديد المشكلة و منها إختيار الحل المناسب الذي به تنتهي الأزمة بينهما للابد إن شاء الله و لكن في بعض الحالات يستمع الحكم الى الزوجين ليجد نفسه أمام مشكلة بسيطة و الطرفين صنعوا منها ازمة كبيرة و لا يدري الحكم لما كل هذا التطور و تتكرر المشاكل على نفس الحال و من هنا كان البحث من اجل اكتشاف الاسباب الحقيقية وراء ظهور المشاكل الكثيرة دون الافصاح عنها من الطرفين و لكنها تقرأ من بين السطور ...منها:
1- الفجوة الكبيرة بين الواقع و المأمول
في كثير من الاحيان تصطدم توقعات الزوجين بالواقع و تتحطم طموحاتهم عند ممارسة واقع الحياة الزوجية و يبدو عليهم الشعور بخيبة الامل مما يؤثر على استمرار حياتهما معا
- التوقعات المشتركة بين الزوجين
تعمل التوقعات المتبادلة بين الزوجين عمل العقد النفسي بينهما اذ يتوقع كل من الطرفين بواقع هذا العقد ان كل منهما سيقوم بما عليه من واجبات و يفي بما عليه من التزامات مترتبة على عقد الزواج قبل ان يحصل على ما له من حقوق فإذا لم يفي احد الطرفين بما عليه من واجبات تجاه الطرف الاخر شعر هذا الطرف بالظلم و الخذلان من شريك حياته مما تترتب علية اثار نفسية خطيرة
2- مشكلة التبعية و التكيف معها
بعض الزوجات لا يدركن دورهن في الحياة الزوجية من خلال معرفة الواجبات و الحقوق التي امر بها ديننا الحنيف و من اهمها حسن التبعل و ما يترتب عليه من طاعة واجبة تكون من اسباب دخول الجنة. وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ’إذا صلّت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها دخلت جنة ربها.‘" (إحياء علوم الدين للغزالي)
3- عدم التأهيل و الاستعداد للحياة الجديدة
من عوامل نجاح اى مشروع استثماري هو قيام المستثمر بالبحث و التنقيب عن كل العوامل المناسبة التي من شانها تحقيق النجاح للمشروع هذا ما يتخذه الانسان من اجل انجاح مشروع عادي لكى يحقق نجاح غير عادي و لكن هذه الخطوات الدقيقة للاسف لا يتخذها الكثير من الازواج و الزوجات من اجل توفير اسباب النجاح لمشروع حياتهم و امتهم
4- زيادة مسؤليات الحياة و غياب رد الفعل المنتظر
بعد الزواج تزداد المسؤليات الحياتية بعد ان كانت البنت في بيت اهلها تساعد في الشؤون المنزلية و لا تتحمل عبء ادارة المصروف المنزلي او متابعة افراد البيت اصبحت بعد الزواج مسؤولة مسؤلية كاملة عن بيت بالكامل و كلما يمر عليها يوم في عش الزوجية كلما اضيف اليها مسؤلية جديدة بعد ان كان بيت مكون من فردين اصبحوا ثلاثة و هكذا...و كذلك الشاب بعد ان كان لا يتحمل الانفاق على البيت او في احسن الاحوال ربما يساهم في مصاريف بيت الاسرة اصبح بعد الزواج مسؤول عن بيت و زوجة و......و مع كل زيادة في مسؤوليات كل من الزوجين ينتظر من الاخر التقدير و الاهتمام اكثر و لكن كثيرا ما لا يأتي هذا الضيف المنتظر "التقدير"لان الطرف الاخر كذلك يمر بنفس التطور بل و ينتظر نفس رد الفعل و لكنه غالبا ما لا يحدث
5- فقدان الثقة بين الزوجين
من اسباب فقدان الثقة بين الزوجين:
- تجاهل احد الطرفين للاخر و تفضيل العزلة عن الجلوس معه او الاشتراك في حوار
- عدم تشاور الزوجين في شؤون الاسرة و انفراد كل منهم بإتخاذ القرارات الخاصة بمهمته في الاسرة
- انانية احد الطرفين على حساب حقوق الاخر
- غياب التقدير بين الزوجين
- غياب الاحترام المتبادل بين الزوجين
- غياب الحوار و الاهتمامات المشتركة بين الزوجين
- التعامل الخاطئ مع التحولات التى تمر بها الاسرة
و اخيرا ...من نتائج غياب الثقة و الامان بين الزوجين غياب الرغبة في التواصل بين الطرفين فالطرف الذي يشعر بعدم الثقة في الاخر لا يرغب في الاشتراك معه لبناء تقدم الاسرة بل يسعى لكى يبني مجده الشخصي استعدادا للانفصال في يوم ما
6- المفاهيم الخاطئة عن الزواج
- اعتقاد الزوجين بان الحب الناري قبل الزواج سيستمر و يتطور بعد الزواج
- غياب الحب الناري و ما ينتج عنه من الشعور بانعدام التقدير
بعض الخطوات العملية نحو العلاج
- تعريف كل من الفتاة و الشاب بواجبه نحو الاخر في بيت الزوجية بما امر به الله في ديننا الحنيف
- الاخذ بالاسباب في اختيار كل من الزوجين لبعضهما البعض على اساس الدين اولا
عَنِ أَبي هُريرة رضيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ عَنِ النبيِّ صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم قال: " تُنْكحُ الْمَرْأَةُ لأرْبَعٍ: لمالها ولِحَسَبها ولِجَمَالها وَلدينها: فَاظْفَرْ بذاتِ الدِّينِ تَربَتْ يَدَاكَ " مُتّفَقٌ عَلَيْهِ
- اتاحة الفرصة للمقبلين على الزواج لاخذ دورات عن الحياة الزوجية
- تعليم الفتيات اهمية التبعل في الاسلام و جزائها العظيم عند الله
- متابعة الامهات بناتهن من حين لاخر لتطور تناول بناتهن لعلاقتهن الصحيحة بازواجهن من منطلق الدين و سير زوجات النبي و الصحابيات رضوان الله عليهن
- الاهتمام بتطوير مهارات الزوجات الجدد من خلال نقل الخبرات الناجحة اليهن
- اعداد الشباب للزواج بتعليمهم الوسائل المناسبة لتوجيه الزوجة و تقويمها
- حث الشاب على متابعة زوجته و عدم تركها للاوهام
- حث الزوجين على التشاور و استمرار الحوار بينهما حتى في اثناء الازمات
- نشر ثقافة القيام بالواجبات اولا و قبل طلب الحقوق من الطر ف الاخر
- تقدير الافعال الجيدة و الثناء عليها من اجل ان تتكرر
- تشجيع روح المرح في البيت
- التماس الاعذار كل منهم للاخر
- تحويل ما اتفق عليه الزوجين الى افعال يمارسانها في حياتهما الزوجية و اذا كان هناك اسباب للتغير تكون باعادة الاتفاق عليها من جديد
- السعي لتحقيق احلامهما معا قدر المستطاع
- حل المشكلات التى تظهر بينهما اولا باول دون تسويف وفقا للخطوات التي اتفقا عليها مسبقا
- تصحيح المفاهيم الخاطئة من خلال الاضطلاع على الطبائع المشتركة للبشر من ملل و تقلب النفس البشرية بين الاقبال و الادبارو عدم الثبات فهم بين الصعود و الهبوط و كذلك التقصير من اهم سمات النفس البشرية و لنتقبل كل هذا من بعضنا البعض لان كل مرفوض في وقت سياتي من بعده ما نحبه و نتمناه

a

3 لأضافة تعليق:

غير معرف يقول...

استاذة أمل تحية طيبة لك على هذا المقال اولا
المقال رائع وهذة ليست مجاملة منى واسعدني جداً طرح الحلول لبعض المشاكل والخطوات العلاجية الناجحة التى تصب في مصلحة الزوجين ولا اريد ان اكرر ما اسردت سابقا من الادوات المهم والقيمة لبيت ناجح ومستمر بدون عقبات ومشاكل متكررة ولكن اسرد اداة واحدة هى مفتاح باقي الادوات
ألتماس الاعذار لكل منهما للأخر
هذة هى الاساس الصحيح الناجح لباقي الادوات
تحياتي لك بالتوفيق

Unknown يقول...

السلام عليكم :
المقال رائع بارك الله فيكي
هل يمكنني ان اقتبس منه؟

امل صبرى يقول...

أن ينال الموضوع إعجابك هذا يسعدني و أن تقتبسي منه هذا يسعدني أكثر فالعمل كله لله و نتمنى ان يتقبل الله اعمالنا و يجبر نقصنا و هو على ما يشاء قدير

إرسال تعليق