هو و هى و اليأس

هو و هى و اليأس
بقلم | امل صبري
   "مفيش فايدة" مقولة شهيرة كثيرا ما يتفوه بها قائلها عندما يعجز عن حل مشكلة ما في حياته و هى تعني أن الطريق الذي يسير فيه مسدود تعترضه الكثير من العقبات التي تمنعه من تحقيق هدفه المنشود.
لكنها تظل مشكلة شخصية الى أن يرتبط تأثيرها بأفراد آخرين هنا تخرج المشكلة من حيزها الشخصي إلى الحيز الإجتماعي و هذا ينطبق تماما على التفوه بمقولة "مفيش فايدة" عندما تصدر من زوج او زوجة على علاقتهما بعضهما البعض حيث ان "مفيش فايدة" هنا يقولها فرد و يدفع ثمنها أفراد كثر و هم من يشتركون في بناء هذه المؤسسة العظيمة التي تسمى البيت ! فهو ليس مؤسسة فقط بل و مصنع ينتج للمجتمع أبناء اليوم و قادة الغد ...و كذلك يشترك المجتمع بأسره في دفع ثمن هذه المقولة البغيضة لأن أفراد هذه الأسرة يختلطون بجميع فئات المجتمع في علاقات يومية من نساء و رجال و اطفال و شباب بما يحملون من مشاكل و اضطرابات نفسية و أخلاقيات ربما تكون غير سوية في بعض الاحيان ...فكيف يمكن لأى فرد في المجتمع أن يغفل هذه الحقيقة الهامة و المؤثرة فعندما نعبر عن رفضنا لهذه المقولة هو حق لنا لأننا جميعا شركاء في دفع الثمن .
ليست المشكلة في أن الزوجين مختلفين فهذا أمرا طبيعيا في حياة البشر فلا يوجد فردين متماثلين في الطبائع لابد من وجود مساحة إختلاف و لكن المشكلة تكمن في إدارة الخلاف و لكى تنجح إدارة الخلاف في البيت لابد أن تكون تحت مظلة المودة و الرحمة كما أراد الله لأستقامة العلاقة بين الزوجين قال تعالى: { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (21) سورة الروم و تظل المودة و الرحمة هى المظلة التى يستظل بها الزوجين في علاقتهما حتى في حالات الخلاف الشديد لا ينسوا هذه المظلة فليصحبوها معهما في كل مراحل حياتهما قال تعالى : (وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)سورة البقرة237 و هذا هو النجاح الأسري الحقيقي والواقعي و لكن من ينشد عدم الإختلاف مطلقا فهذا شخص واهم أو يهرب من أن يواجه علاقته الأسرية بصورة واقعية و هذا ما يتناقض مع نواميس الكون فالحياة يتعذر استمرارها دون النقيضين الابيض و الاسود .

اخيرا....
النجاح كل النجاح للأسرة عندما نتعلم كيف ندير خلافاتنا الاسرية ...و الفشل الحقيقي ليس في الخلاف و لكن في إعلان اليأس و الإنسحاب من مواجهة أخطاؤنا في إدارة خلافاتنا الأسرية... فلنتحلى بالحلم و الأناة ونستعين بالله لعلنا نصل بسفينة اسرنا الى بر الأمان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "المؤمن القوي خير، وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف. وفي كلٍّ خير. احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تَعْجَز .. وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا، كان كذا وكذا، ولكن قل: قدَّر الله، وما شاء فعل، فإن لَوْ تفتح عمل الشيطان" رواه مسلم. http://kzafkra.blogspot.com







0 لأضافة تعليق:

إرسال تعليق