الاسعافات الاولية للحياة الزوجية(2)

الاسعافات الاولية للحياة الزوجية(2)
التغافل
بقلم :امل صبري
           أثقبي الكيس ولا تبالي ذلك الكيس الممتلئ بالمواقف الكثيرة التي تظل المرأة تجمعها وتجمعها لسنين طويلة , فلا داعي لتجميع المواقف فقد تعيشين السنين الطويلة أسيرة مواقف وهميَّة ربما كانت من صنع خيال ووهم تتأجج وتزيد مع الأيام  وربما تعصف بحياتك الزوجية بكاملها , فاقطعي الكيس واجعلي كل المواقف تتناثر وتضيع بسوف ولعل وربما و... و... , لتعيشي حياة واقعية ملئها التسامح وغض الطرف عن الزلل

هل التغافل هو عدم الفهم و الجهل بالشئ؟
التغافل لغةً : هو تعمد الغفلة ، و أرى من نفسه أنه غافلُ و ليس به غفلة
التغافل : وهو تكلف الغفلة مع العلم والإدراك لما يتغافل عنه تكرماً وترفعاً عن سفاسف الأمور.
فن راق..لا يتقنه إلا محترفو السعادة بإذن الله ..
التغافل عن الأمور التي تضايق الإنسان في حياته وتسبب له النكد والغضب..
قال الإمام أحمد بن حنبل " تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل"
والحسن البصري يقول: " ما زال التغافل من فعل الكرام".
قال الشافعي رحمة الله  '': الكيس العاقل هو الفطن المتغافل ''
وقال بعضهم :
وإني لأعفو عن ذنوب كثيرة ## وفي دونها قطع الحبيب المواصل ِ
 وأعرض عن ذي الذنب حتى كأنني ##  جهلت الذي يأتي ولست بجاهل ِ
قال الحكماء: لا يكون المرء عاقلاً حتى يكون عما لا يعنيه غافلاً.
قال الشاعر :
أحبُ من الأخوانِ كل مواتيِ **** وكلَ غضيضُ الطرفِ عن هفواتِ
و قال آخر :
ويغضُ طرفاً عن إساءةِ من أساءَ **** و يحلمُ عند جهلِ الصاحبِ
و قال آخر :
ليس الغبي بسيدٍ في قومه **** لكن سيد قومه المتغابي

فوائد التغافل
من فقه الحياة الزوجية التغاضي عن دقيق المحاسبة :
ولكلٍ من الزوجين على الآخر حق ، وربما كانت الدقة في المراقبة والشدة في المحاسبة من بواعث الاضطراب وعدم الاستقرار ، وفي التغافل أحياناً ، والمرونة أحياناً كفالة باستدامة السعادة ، وبقاء المعاشرة الجميلة ، كل ذلك ضمن الضوابط الشرعية والتوصيات الأخلاقية
التغافل جميل جداً .. خاصة عندما يكون حولك الكثير من ضغوط الحياة ..
اما تغافلك عنها فيريح أعصابك .. ويمنحك طاقه لبقية يومك و يساعدك على منح زوجك السعادة..
حتى في حياتك الاجتماعية .. حاولي أن تتغافلين عن بعض المكدرات
من الصعب طبعاً أن تبقين في حالة غفلة أو تغافل تام طوال الوقت..
كثيراً ما ينهار الإنسان مهما حاول..
لكن التغافل أفضل من أن تبقين طوال الوقت متوترة…..
والتغافل بالتأكيد لا يعني أن لا تحاول الزوجة معالجة مشاكلها..
لكنه يفيدها في التعامل مع ضغوط الحياة البسيطة المتكررة والتي قد تدفعها إلى الافعال التي لا ترضى عنها أحياناً.. وكفى بالتغافل نفعاً.

خطوات عملية نحو التغافل


1- لا تركزي في كل ما حولك من مضايقات..
بل اغفلي عنها.. والتفتي عنها بعيداً..
2- إصرفي تركيزك وتفكيرك عن هذه الأمور وحديثك حولها بالشكوى والتذمر لانه يزيدك الما و تعبا
3- تذكري المواقف الايجابية للزوج خاصة وقت الالم لكى تهدأ اعصابك اولا ثم تقيمين الفعل هل هو متعمد ام خطأ غير مقصود و كل ابن آدم خطأ و خير الخطائين التوابون
4- هل الموقف حجمه يستحق وقفة مع الزوج ام انه من نوعية الاخطاء البسيطة التى يمكن ان تمرر و تتغافلين عنها في ظل المودة و الرحمة التى تميز علاقة الزوجين
5- لا تحاولين المجازفة بما حققتي من رصيد حب و مودة و رحمة بينك و بين زوجك بكثرة المشاكل و اللوم و العتاب مما يسحب من رصيدكما و فجاءة تجدينه صفر و لكنه صفر من نوع خاص يحمل في داخله تراكمات تحتاج الي زمن ربما يكون طويل
.. ومضة .:.
التغافل يحميك من الكثير من امراض العصر و كذلك من ايجاد تفسير لبعض التصرفات المؤلمة التى لا تستطيعين ان تواجهين  بها زوجك ربما حتى لا تجرحينه او حفاظا على علاقة الحب بينكما و يمكن ان تقودك الي سوء الظن و القيام بردة فعل ربما تعصف بالعلاقة كاملة مع تكرار التراكمات و الظنون ...

1 لأضافة تعليق:

غير معرف يقول...

واذا كان هو لايتغافل تماما وكل زله وكل شيئ صغير يخاصم ويهجر بالشهر الى حد اني تعبت نفسيا جدا فما الحل؟

إرسال تعليق