اين الزوج...؟!!!...أين الزوجة...؟!!!

اين الزوج...؟!!!...أين الزوجة...؟!!!
بقلم: امل صبري
أين الزوج....؟
    في مقالة سابقة بعنوان "ايها الزوج بيتك دعوة"  نشرت على عدة مواقع و تفاعل معها بعض القراء و اغلبهم من الزوجات بالطبع... و لكن ما يهمني هنا هو تكرار سؤال لبعضهن اين ازواج اليوم من نبينا الزوج القدوة؟ حتى قالت احداهن :

نسى الازواج للاسف اقل حقوق زوجاتهم واتخذوهن خادمات ومربيات لاطفالهن واصبحت الزوجة مهددة بالطلاق إذا تزمرت من سوء المعاملة وطلبت ابتسامة من زوجها و لا تسمع غير كلمات التعازى (اصبرى ولك الجنة) اين هؤلاء الازواج من خير الازواج عليه الصلاة والسلام (1)
و قالت اخرى:
زوجى على الرغم من التزامة الا انة لم ينفذ شىء مما سبق ذكرة طوال الخمسة عشر سنة زواج ودائما ابادر انا حتى اعودة فاعتاد ذلك منى ويقابلة بكل جمود فقررت الا افعل اى مبادرة لانى مللت ذلك)2) (ا,2موقع اخوان اون لاين)
أين الزوجة....؟
و في مقالة اخرى بعنوان "السعادة الزوجية اختيار" و كانت موجهه للزوجات... كذلك تفاعل معها بعض القراء و كان اغلبهم من الازواج و لكن المهم هنا ايضا تعليق الازواج الذي يركز على اهمية ان تضع الزوجة هذا الكلام امام عينيها.....
قال احدهم:
 نفسي كل زوجه تسمع كل الكلام الحلو دة (3)اخوان الجيزة

و قال اخر:

جزاكم الله خيرا نرجوا من كل اخت وزوجة ان تجعل هذة الكلمات كالمصابيح تنير طريقها و..... (4)اخوان المنوفية
وقفة وتأمل...
عندما تأملت التعليقات استوقفني شئ اراه في تصوري انه مهما و هو ان الزوجة تحتاج الى زوج يتمثل خلق الرسول في علاقته الزوجية معها و كذلك الزوج يتمنى كل زوجة تطبق ما ورد في المقال من توصيات في علاقتها الزوجية معه.... ووجدتني احدث نفسي قائلة: عندما يتفق الزوجان في طلباتهما من بعضهما البعض فما الذي يمنع تحقيق هذه الامنية و خاصة انهما لا يطلبانها من شخص اخر خارج عنهما او عن قناعتهما و لكنهما اصحاب القناعة و اداة التنفيذ......
 اذن اين المشكلة؟!!
سؤال مهم و يحتاج لاجابة ...اين الخلل؟
الخلل ربما يكمن في اسباب كثيرة و مختلفة باختلاف الافراد و البيئات و الظروف العائلية ... و لكن نذكر هنا ثلاثة اسباب محتملة:
1-    قناعة الزوج | الزوجة انه يقوم بواجبه على اكمل وجه
 فلا يبذل جهد من اجل التواصل مع الطرف الاخر و احياء العلاقة بينهما من جديد بوسيلة جديدة و كذلك تكرار المحاولة بالطبع يكون في زمن اخر و اكيد ظروف اخرى فربما ينتج رد فعل مختلف يرضيك
2-     تقيم الطرف الاخر تقييم غير صحيح
و ذلك نتيجة لعدم معرفة االاخر و تحقيق لغة الحوار المشتركة التى تساعده على التواصل معه
3-    اليأس من امكانية تغيير الاخر و تحقيق التواصل
 اى وضع الاخر في صورة غير قابلة للتغيير حتى و ان تغير فهو لا يستطيع ان يرى التغيير لان الصورة القديمة التي رسمها للطرف الاخر كانت مع كل يوم يمر تكبر و تكبر حتى انها حجبت عنه رؤية كل المستجدات التى جاءت لاحقا
تقييم و تعجب...
و بدأت اتأمل هذا الانسان ذلك المخلوق الجبار ...جبار في قدراته اذا اراد ان يحقق رغبة و هدف عندما تكون الرغبة حقيقية و صادقة و تحقق له لذة او تذهب عنه ألم يصيبه و لكن مجرد التمني دون السعي بإتجاة تحقيق الهدف لا يعبر عن رغبة حقيقية لتحقيق السعادة المنشودة
و تسألت كيف يعدم هذا الزوج او تلك الزوجة التواصل مع ورفيقه في الحياة الزوجية؟!!!! كيف يستطيع الرجل او المرأة ان يجد لغة للتواصل مع أعتى الحيوانات شراسة لكى يروضه لتنفيذ اوامرة؟!!!!!! مع عدم وجود عقل لدى الحيوان و لكنه تواصل معه عبر اللغة التي يشترك فيها كل كائنات الارض و هى لغة الحب ...اللغة الوحيدة التى يفهمها كل المخلوقات بل و يسعون اليها لما تحقق لهم من لذة و تمنحهم طاقة العمل و الاجتهاد لنيل الكثير من هذه اللذة التى لا غنى عنها لأى مخلوق اى ما كان
أليس الاجدر بالازواج و الزوجات الذين يستظلون بمظلة المودة و الرحمة من تحقيق هذا التواصل ؟!!!!
مفاهيم خاطئة ينبغي ان تصحح في قناعات الزوجين
1- يشعر أحيانا الزوج | الزوجة بالوحدة على الرغم من وجود الطرف الاخر في حياته و هذا امر طبيعي في الكثير من حالات الزواج فلا يظن اى طرف من الاثنين ان زواجه غير سعيد او ان حياته الاجتماعية خاطئة فإن الشعور بالوحدة احيانا يكون امر طبيعي

2- يشعر الزوج| الزوجة احيانا بالفتور و عدم الشعور بالحب الناري تجاه الطرف الاخر و هذا امر طبيعي في اغلب حالات الزواج فدوام المحبة بدرجاتها العالية امر مستحيل و للنفس اقبال و ادبار3- التغير الذي يطرأ على احد الزوجين في الاهتمام او الشكل او الهوايات او القراءة هذا امر طبيعي في كل انسان و هذا دليل تقدم الانسان في العمر و نضجه في الحياة فلا ينكر احد الزوجين على الاخر هذا التعبير
4- بعض الازواج يؤذيه كثرة الخلاف في الاراء و هذا امر طبيعي و لكن السعادة في ان نتعلم كيفية ادارة الخلاف 5- تمر حالات على الزوجين لا يكون بينهما اتصال جنسي لاكثر من اسبوعين يتوتر كل واحد منهما لهذا الامر بل و يفكر في قرب انتهاء العلاقة الزوجية و لا يعلمان ان هذا امر طبيعي يحدث مع كل زوجين فالنفس لها اقبال و ادبار على حسب الظرف و الاستعداد النفسي 
6- ان كل واحد من الزوجين يعتقد انه يضحي من اجل الاخر اكثر من الاخر و عندما يتحاوران يكتشفان ان كل واحد منهما يرى انه اكثر تضحية و هذه حالة يمر بها اغلب الازواج و الزوجات فلابد من التضحية حتى يسعد الزوجان من بداية الزواج الى نهايته فليس للتضحية عمر محدد
7- التفاعل مع مشكلات الاخر و وجهة نظره في المشكلة و محاولة التوفيق بين وجهتى النظر و الا فان الطرف الذي يتصارح مع الاخر سياتي عليه اليوم الذي يياس فيه و لا يحاول النقاش او حل المشكله لعلمه المسبق بموقف الطرف الاخر
بعض الخطوات العملية نحو التواصل الصحيح بين الزوجين
1-    يراجع كل طرف نفسه و ليفترض انه ربما يكون هو السبب وراء هذا الحال الذي يشتكي منه
2-    ابدأ التعرف على رفيقك في الحياة الزوجية من جديد و بنظرة جديدة بهدف التواصل و تحقيق السعادة لكما و لاسرتكما

3-    البدأ الفوري في تأمل الاخر و الاستماع اليه بهدف معرفة الايجابيات التي يتميز بها و يصحح الصورة التي رسمها له في ذهنه 
4-    رؤية الاخر بمنظوره هو و ليس من منظوري انا مع محاولة فهم تصرفاته في المواقف المختلفة دون حكم مسبق عليه
5-    لابد ان يتحلى كل منهما بإحسان الظن و عدم افتراض التعمد وراء وقوع بعض الاخطاء
6-    تقييم حجم الخطأ و ليس تقييم الزوج | الزوجة 
7-    السماح بنسبة من الاخطاء التى يمكن التغافل عنها لان من ينشد الكمال و لا يرضى عنه بديلا فليحققه في نفسه اولا ان استطاع و لذا قيل قديما اذا اردت ان تطاع فأمر بما يستطاع
و اخيرا ....
تذكرا انكما لم تخلقا لكى تتصارعا او تتصيدا لبعضكما البعض الاخطاء و لكنكما خلقتما للتعاون و ابراز كل منكما طاقات الاخر من اجل تحقيق عمارة الكون بالهدى و الرشاد و العدل و....

0 لأضافة تعليق:

إرسال تعليق