ضمانات الاستقرار الاسري

ضمانات الاستقرار الأسري1\3
بقلم |امل صبري
    يتجه الإسلام في كل مبادئه الى تحقيق السلام داخل كل فرد مسلم و الذي يتجه به إلى تحقيق السلام الأسري ثم الإجتماعي فالعالمي حلقات متصلة لا تنفصل      فالسَّلَام مِنْ أَسْمَاء اللَّه تَعَالَى, وَالْمَعْنَى أَنَّهُ سَالِم مِنْ كُلّ عَيْب وَآفَة وَنَقْص وَفَسَاد
 و لذلك كانت صورة البيت المسلم المثالية التى ارتضاها رب العزة لبيوت المسلمين في الأرض
قال تعالى:
(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) آية (21)الروم
 (هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ)آية (187)البقرة
و من ثم فالفرد الذي لم ينعم بالإستقرار الأسري لا يستطيع أن يمارس الاستقرار في علاقاته  حيث أنه لم يتذوق حلاوة الاستقرار الأسري فهو لا يعرف قيمة السلام و خاصة أنه يحمل بداخله معركة و قلق و اضطراب فالفرد يحمل بداخله سمات البيت الذي تربى فيه. و من هنا كان اهتمام الإسلام منذ اللحظة الأولى للقاء الزوجين بوضع الضمانات الكافية لتحقيق الاستقرارالأسري
ضمانات الاستقرار البيتي
*- ضمانات وقائية
   من سمات الدين الإسلامي أنه دين للبشر يتعامل مع كل جوانب النفس البشرية من قوة و ضعف و يرشدها الى سبل تقوية ضعفها و ترشيد قوتها لكى تشحذ كل امكاناتها في سبيل تحقيق الغاية من الخلق
) (الذاريات:56)   ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ قال الله تعالى:
-ضمانات قبل الزواج
1- الرضا و الأستئذان
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:  لا تنكح الأيم حتى تستأمر ولا تنكح البكر حتى تستأذن، قالوا يا رسول الله: وكيف إذنها؟ قال: أن تسكت  متفق عليه.
2- العلانية و الإشهاد
ارتباط يتم في العلن و يشهد عليه الشهود حتى لايكون هناك اى شبهة او شك في هذا الارتباط و لحماية الاعراض و الانساب
فقد ورد في حديث عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أعلنوا النكاح" رواه أحمد وابن حبان بإسناد حسن.
3- نية التأبيد لا التوقيت
المقصود بها تحقيق السكن و الاستقرار للزوجين 
- ضمانات بعد الزواج
1-    التكامل بين الزوجين (حقوق – واجبات )
فالعلاقة الزوجية هى علاقة تكاملية في الادوار المنوطة بكل منهما و ليست علاقة تطابقية في الادوار و كما يقال اليوم في علم الادارة لو توافر لديك شخصين لهما نفس المهارات و القدرة على اتخاذ القرارات فأنت لست بحاجة لاحدهما
قال تعالى " ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم " سورة القرة الآية ( 228 )
2-    الاختلاط و التبرج
و في سبيل نشر جو من الثقة و الطمأنينة في البيت المسلم كان النهي عن الاختلاط و التبرج
   قال تعالى:
(يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن)الآية59 ) الأحزاب
(قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِن أبْصَارِهِم وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ()وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَ ّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)  آية ( 30,31) النور
3-    وحدة القيادة الاسرية

الاسرة مثلها مثل أى مؤسسة او عمل جماعي ناجح لابد و ان يكون واضح فيه التخصصات و الادوار المنوطة بكل فرد حتى يمكن المتابعة و تحقيق النجاح

من الواجبات العملية اللازمة لتحقيق السلام الاسري

1-    احسان الاختيار لزوج أو لزوجة المستقبل و لن يكون ذلك الا بالاختيار على اساس الدين
2-    اشهار الزواج حفاظا على حقوق الزوجين عامة و الزوجة خاصة
3-    ان يتعامل الزوجين مع بعضهما غلى اساس تكامل الحقوق و الواجبات لا على اساس المساواة فلكل واحد منهم دوره المنوط به
4-     عدم الاختلاط المذموم الذي يؤدي الى هدم البيوت
5-    معرفة كلا من الزوجين بالواجبات المنوطة به و دوره في استقرار الاسرة
6-    وحدة القيادة فالبيت مثله مثل اى منشأه تحتاج لتحديد صاحب القرار النهائي فلا تنجح منشأة تتبنى ازدواجية القيادة

0 لأضافة تعليق:

إرسال تعليق