وحيدي الغالي....!!!


وحيدي الغالي....!!!
     عندما اختلفت إحداهن مع زوجها شعرت بالحاجة إلى صديق تبث إليه أحزانها و الآمها لعلها تجد عنده الراحة أو الحل الذي ينقذها مما تعاني منه في حياتها فلم تجد إلا اللجوء إلى ذكرياتها الجميلة مع أبيها حيث الجلسات الهادئة و الحديث الشيق و النصائح الغالية التي طالما أخذت بها ففتحت عليها بالحلول و حلت المشاكل و لكن اليوم و بعد وفاة ابيها كانت السلوى في غرفة مكتبه حيث صورته و الذكريات الجميلة فلم تتردد في الذهاب إلى حيث الذكريات التي ربما تعوضها فقدان أبوها ....و إذا بها تقف أمام صورة أبيها لتجد مكتوبا عليها "وحيدي الغالي" فجرت الأبنة إلى أمها و هى تنادي :يا أمي..يا أمي من الذي كتب على صورة أبي...من ؟! أنا لم أرى مثل هذه الكتابة على صورة أبي من قبل....فمن الذي فعل هذا بصورة أبي؟
فتبسمت الأم و قالت:أنا يا ابنتي من كتب على صورة ابيك!
فتعجبت البنت من كلام أمها و راحت تتسأل ما معنى وحيدي ؟
فقالت الأم: نعم وحيدي ! و لما لا...فالزوج لزوجته يكون بمثابة وحيدها
فكانت دهشة البنت أكبر و شغفها لسماع تعليق أمها أكثر............... 
 فقالت البنت: كيف؟ فأسترسلت الأم قائلة : يا ابنتي يمكن أن تعرفين في حياتك كثير من الناس و تخطبين ودهم و تتمنين رضاهم و لكن كم منهم رضاه يدخلك الجنة ؟!!!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت".(1) .
 يا ابنتي :ربما يكون في حياتك أحباب كثر يحبونك أكثر من أنفسهم كالأب و الأم... لكن ايهم يمكن أن يمنحك نوعية الحب و العاطفة التي تربط بينك و بين زوجك ؟ 
يا ابنتي:كم من علاقة تتسم بالود و المحبة ربطت بينك و بين الأصدقاء و الأقارب و الجيران كم من هذه العلاقات كانت بعقد موثق بينكما بكلمة الله و على شريعة الله و بضوابط الله لإقامة علاقة اساسها تبادل الحب و السكن و الرحمة
 قال تعالى:
(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (21) سورة الروم       
يا حبيبتي:انها علاقة فريدة من نوعها راقية في ضوابطها.... و كل هذا بعض من كل ...فالعلاقة الزوجية تحمل من معاني التفرد ما لا تحمله أى علاقة أخرى على وجه الأرض...  بعد كل هذا التميز و التفرد الذي ربط بيننا تتسألين ما معنى وحيدي؟!!!
و عادت الأبنة إلى بيتها و في اذنيها تتردد تلك الكلمات التي سمعتها من أمها في الصباح ...عادت و كأنها ترى بعيون غير عيونها ... فأصبحت ترى زوجها انه وحيدها الغالي و ليس خصيمها المشاغب... و هى تحدث نفسها بإنه هو الأقرب للقلب و إن بعدت المسافات للحظات.... فالمشاعر تتعانق بخصوصية العلاقة التي ينفرد بها رباط الزوجية 
هامش
(1)ورواه ابن حبان في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه، والحديث صححه الألباني في الجامع الصغير
قصة من خيال
امل صبري

0 لأضافة تعليق:

إرسال تعليق