الحياة الزوجية.... رحلة بناء


(1)الحياة الزوجية ...رحلة  بناء


مما علمتني الحياة الزوجية, أن كل لقاء يجمع بين الزوجين ينبغي أن يكون موعد مع بناء جسر جديد من جسور التواصل بينهما, ليقوي الروابط, و يشدها حتى لا ترتخي و تنقطع, و لا يتوقف البناء ما دامت هناك حياة زوجية قائمة مهما طال عمرها .
سر التواصل المتميز يكمن في الرحمة و اللين :
قال تعالى" فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ " ( آل عمران 159 )
قال الشاعر:
ان القلوب إذا لمست شفافها
لمس الحنون تذللت تذليلا

سؤال يحتاج إلى جواب
تسألت احدى الصديقات عندما سمعت هذه المقولة: أين الوقت الذي يقضيه الزوج في البيت الذي يسمح بتطبيق هذا الكلام ثم أين الظروف المواتية لهذا البناء حتى لو الزوج كان موجود في البيت ؟!!!


 إعتراف
و الحقيقة لا اخفيكم حديثا هى عندها حق , لابد ان نعترف بحقيقة هامة و هى اننا نعيش حياة ذات طابع سريع و لذلك فإن الزوجة لا تملك الكثير من الوقت و لكن لديها الكثير من المهام التي تنتظر الانجاز و لديها الكثير من العلاقات التي تحتاج للاهتمام  و التطوير و حيث ان العبءعلى الزوجة أصبح كبيرا كان لابد من ان تهتم بالاشخاص الاكثر اهمية في حياتها ثم الذين يلونهم.... و الاكثر اهمية بالنسبة للزوجة في البيت هو الزوج و الاولاد ولكن لكل منهم احتياجاته المختلفة فالاولاد يحتاجون الى الوقت لانهم يحتاجون الخدمة و المتابعة و لكن الزوج يحتاج الى الرسائل المكثفة في وقت بسيط  و تحمل الكثير من المشاعر الطيبة و الرومانسية و كذلك الزوجة تحب أن تستقبل الطيب من القول و الفعل و لذلك نقدم للزوجة

 بعض النماذج من الحياة العملية التي ربما تكون عائق في طريق بناء جسور التواصل بين الزوجين و بالاستعانة بالله يمكن ان تتحول الى جسر يقوي العلاقة بين الزوجين:

ربما يأتي الزوج و معه زائر او اى جديد في الوقت البسيط الذي يقضيه في البيت ...فماذا تفعل الزوجة؟!! هل تتذمر؟ ام تناقش ؟ ام تظهر عدم القبول لما يحدث؟ و لماذا؟
لا تفعل شئ مما سبق السؤال عنه بل تفكر فقط لماذا تشعر بكل هذه المشاعر؟ غالبا ما تكون تلك المشاعر بدافع الرغبة في الانفراد بالزوج و الشوق اليه بعد الغياب طوال اليوم حتى تتواصل معه و تبني الجسور التي تحدثنا عنها سابقا و لكن لابد و ان تتذكر الزوجة ان الاحداث العارضة لا تستطيع ان تلغيها من حياتها او ان تتحكم فيها التحكم الكامل بل يمكن ان تطوعها لصالح اهدافها كيف؟!!!!
في اغلب الحالات عندما يكون الزوج هو الذي وراء هذا التغيير الذي طرأ على استغلاله للوقت الذي يعود فيه الى البيت يكون لديه هدف دفعه لهذا التغيير و ينبغي ان يؤديه في ذلك الوقت و لذلك يفضل في هذه الحالة ان تهتم الزوجة بالاضافة الجديدة التى حدثت في هذا الوقت بكل حب و مودة و بذلك تكون قد بنت جسر عظيم بينها و بين زوجها حتى و ان لم يتحدثا معا طوال اليوم فهى بنت الجسر هنا بواقع حالها معه و هذا اقوى و اثبت و تكون قد تجنبت الكثير من المشاكل التي تنتج عن مثل هذه المواقف العارضة و يمر الامر بسلام و تكون له توابع مرهقة نفسيا على الزوجة و تنعكس على البيت بأكمله ربما لعدة أيام

وعن أم المؤمنين عائشة -رضي الله تعالى عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي  أخرجه الترمذي.
احتفظي بهدوئك وتذكري وصية المصطفى صلى الله عليه وسلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم : أوصني ، قال : ( لا تغضب ، فردد مرارا ، قال : لا تغضب ) رواه البخاري

حقيقة و نصيحة
لابد من الاعتراف بإن النقص سمة من سمات البشر و لذلك لا احد يطلب من الزوجة الكمال و لا ان تحاول هى ان تلزم نفسها به كل ما عليها القيام به هو الأخذ بالأسباب قدر الامكان مع محاولة التجديد في كل لقاء بينها و بين زوجها الحبيب مما يضفي على علاقتهما السعادة و الهناء

في المقالة القادمة.......
ما هى الأدوات المساعدة للزوجة في رحلة البناء ؟
و ما هى طريقة الاستخدام لكل أداة ؟




1 لأضافة تعليق:

الحياة الزوجية يقول...

شكرا على الموضوع المفيد

إرسال تعليق