حكايات جدة الغد

قصة قصيرة
حكايات جدة الغد
بقلم امل صبري
كانت ريم منهمكه في المذاكرة وكانت الامتحانات على الابواب و لكنها تحتاج لقسط من الراحة تستعيد به نشاطها و تتناول فنجان من الشاى مع الحلوى اللذيذة التي تصنعها جدتها و فورا اخذت ريم القرار و ارتدت ملابسها و استاذنت في الذهاب الى بيت الجدة القريب من منزلها..
 و في الطريق عادت ريم بالذاكرة الى ايام الطفولة عندما كانت جدتها تجلس و تروي لها الحكايات الجميلة المسلية و كم كانت تستمتع بها و هى نائمة في حضن جدتها ...ست الحسن و الجمال...الشاطر حسن...
رن جرس الباب و فتحت الجدة الباب وهى مبتهجة , سعيدة و أخذت ريم في حضنها الدافئ في ضمة حانية تبث بها مشاعر الحب و الحنان بين جنبات الحفيدة الجميلة ...... كم كان الاستقبال حارا يذوب معه الجليد و يمسح عنها تعب الاستذكار و.....
جلست ريم و هى تردد وحشتيني يا جدتي الحبيبة و وحشتني حكاياتك الجميلة...
ابتسمت الجدة  قائلة هذا ايام كنت صغيرة يا حبيبتي لكن الان اصبحت شابه فأنت لست بحاجة للحكايات بل انت صانعة الحكايات... الاحداث التي تمر في حياتك انت من تكتبين قصتها و تخرجيها كمان
ضحكت ريم مخرجة كمان ما كل هذا يا جدتي الحبيبة ...لكن صحيح يا جدتي منذ زمنا و انا اود ان اسألك من اين كنت تأتي بكل هذه الحكايات المسلية
و قالت الجدة باسمة هى من ذكرياتي و انا طفلة و من ما احفظ من حكايات جدتي
قالت ريم ياه ....يا جدتي ... يعني حضرتك كنت في يوم من الايام طفلة صغيرة تستمع الى حكايات جدتها و تلهو و تلعب ...
ضحكت الجدة و هى تردد ليه يا ريم انت كنت تعتقدين انني و لدت جدة... ضحكت و قالت لا حقيقي يا جدتي لم يخطر ببالي يوما انك كنت طفلة مثلنا تلعب و تكسر و....لا يا ريم كنت في يوم من الايام بنوته صغيرة و اصبحت شابة جميلة يتهافت عليها العرسان مثلك .... كما ان في يوم من الايام ستصبحين جدة و تحكي لاحفادك عن ذكرياتك و حكايات جدتك و كذلك تجاربك في الحياة من خلال الحكايات الجميلة المشوقة
و هنا انزوت الابتسامة الرقيقة التى كانت  تشرق على وجه ريم و توقف الكلام و كانت ريم تغمغم .. ذكرياتي اقصها على احفادي..!!! و يا ترى ماذا سأقول لهم ؟
في هذه اللحظة تذكرت ريم الموقف الذي تعرضت له صباح اليوم في الجامعة اذ التقت بحبيبها و توام روحها كما تسميه و هو يعرض عليها الزواج وفرحت فرحا شديدا و بدأت تطرح عليه المواعيد المناسبة للقاء والدها و الظروف الملائمة .... وهى تطير فرحا و اذا به يقطع هذا السيل من العروض و يقول لسنا في حاجة لكل هذه التفاصيل
تسألت ريم في ريبة ! كيف يا وليد ؟ فأجابها قائلا:لانه  .... زواج عرفي !!! حتى لا تتسرب الايام من بين يدينا وهو يتسال لماذا يعيش كل منا بعيدا عن الاخر و بامكانه ان يسعد بها و تسعد به ؟ ما رأيك يا حبيبتي؟
و بدت على ريم علامات الصدمة و الدهشه و انعقد لسانها عن الكلام من هول المفاجأة
آه لو تشعرين يا حبيبتى مدى الاسى الذي ينتابني و انت بعيدة عني ... و اكاد اجن عندما يخطر ببالي انك يمكن ان تكوني لغيري في يوم ما ...
لم تجب ريم و ظلت صامته و كأنها تائهه في عالم آخر
يبدو انك لا تحبينني  فالامر لا يحتاج لكل هذا التفكير... ام انك لا تثقين بي...
و فجاة قطعت ريم كلام وليد   تاركه المكان و متجها نحو باب الكافيتريا  و هى شاردة .. و يرن كلامه في اذنيها و... تتسارع بداخلها مشاعر مختلطة بين مشاعر الاتهام و التماس الاعذار
و هنا انتبهت ريم على صوت جدتها تدعوها الى تناول الشاى و الحلوة اللذيذة
و بعد تناول ريم للشاى و حلوى جدتها اللذيذة استأذنت بالانصراف  لتأخر الوقت ...وو دعتها الجدة بالدعوات و التمنيات بالنجاح و التوفيق... و محملة اياها بالسلامات للوالد و الوالدة و الاخوة و الاخوات
و ظلت ريم تفكر طول الطريق في كلام جدتها و تتسأل ماذا سأروي لابنائي  و احفادي من ذكريات مشرفة لي و لهم ؟
و راحت ضربات قلبها تتسارع مع بعضها و كأن قلبها يكاد يقفز من بين ضلوعها كلما تذكرت انها كان من الممكن ان تقبل عرض وليد خوفا ان تفقده للابد
و في صباح اليوم التالي ذهبت ريم الى الجامعة و كان وليد في شرف استقبالها كالعادة بنظرات مليئة بمشاعر الحب و الود و عباراته الرومنسية الرقيقة ... كانت ريم تبدو على طبيعتها ....و سأل وليد كيف كانت ليلتها الماضية ؟
سارت على افضل حال
تشجع وليد و سأل هل فكرت في عرض الامس؟
اجابت : نعم
فرح وليد و ظن ان الاهتمام بطلبه و التفكير السريع مع اتخاذ القرار بكل هذه السرعة دليل على انها تحبه حبا لا تستطيع معه الاستغناء عنه و ربما كان رد الفعل الذي اظهرته امس كان  لابد منه قبل الموافقة و يقول لنفسه هذا رد فعل طبيعي لمثلها
استطردت قائلة نعم فكرت و قررت ان لا افعل شئ اندم عليه أنا أعرف ان هناك زمالةأو..... أو زواج لكن ما تطلبه مني ماذا يمكن ان اسميه؟ انه صورة بهتانه لعلاقة من أسمى العلاقات  و تركته و ذهبت نحو المدرج في خطوات ثابته و اثقة ...و هى تغمغم لا وقت لتضييع الوقت





0 لأضافة تعليق:

إرسال تعليق