الاسلام هو الحل للبيت المسلم لماذا و كيف؟

الإسلام هو الحل للبيت المسلم لماذا و كيف؟
     عندما يدور الحديث عن إيجاد حل لإنقاذ البيت المسلم هذا يدل تلقائيا على وجود مشكلة في البيت المسلم اليوم و تحتاج إلى طرح حلول لكى يعود للبيت هدؤه و إستقراره.
      المشكلات التي يمر بها البيت المسلم اليوم لا تخفى على أحد فاخبار الحوادث بالصحف و المجلات تطالعنا يوميا بحوادث غريبة على البيت المسلم بداية من عقوق الوالدين الى قتل الاباء للابناء و العكس مما يعد تطور غير مسبوق لسلوكيات البيت المسلم كما و نوعا مما يستدعي البحث عن حلول
إذن ما هو الحل ؟ِ
   على مدى ما يقرب من قرن و منذ سقوط الخلافة الإسلامية و جربت المجتمعات الإسلامية كل أشكال القوانين الوضعية للأسرة و مع إصدار دوريا قوانين جديدة بدعوى إنقاذ الأسرة من السقوط في بئر التفكك و الإنحلال لم تفلح كل هذه القوانين من إنقاذ الأسرة من الإنزلاق في طريق التفكك
الحل الإسلامي
يقول الإمام محمد عبده
"إن سبيل الدين لمريد الإصلاح في المسلمين سبيل لا مندوحة عنها....و إذا كان الدين كافلا بتهذيب الأخلاق و صلاح الاعمال , و حمل النفوس على طلب السعادة من أبوابها , و لأهله من الثقة فيه ما ليس لهم في غيره , و هو حاضر لديهم , و العناء في إرجاعهم إليه أخف من إحداث ما لا إلمام لهم به , فلم العدول عنه إلى غيره؟!"
يقول مصطفى كامل
"إن في الإسلام كافة المواد الحيوية لأرقى مدنية يشتهيها بنو الإنسان , فهو الدين الذي يؤهل أهله و ذويه إلى أسعد حالات الحياة و أتم نعيمها ......و من المستحيل إحياء الأمة و إنهاضها بغير الحقيقة الدينية"
كيف يضمن الحل الإسلامي إستقرار البيت المسلم ؟
 بين الزوجين
رغم الإختلاف الواضح بين الرجل و المرأة من حيث الجنس و الدور في الحياة و متطلبات كل منهما الفطرية إلا إن الإسلام ربط بينهما برباط انساني واقعي غاية في الرقى الإنساني و هو يعد سر أستمرار الحياة بينهما ....المودة و الرحمة
قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21)) سورة الروم
و جعل الله التقوى بينهما هى القول الفصل في علاقتهما حال الافتراق

قال تعالى: {يا أيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَآءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُواْ الْعِدَّةَ وَاتَّقُواْ اللَّهَ رَبَّكُمْ..)(1)سورة الطلاق
بين الآباء و الأبناء
رغم الاختلاف بين الاباء و الابناء من حيث السن و التربية و التفاوت في الخبرات المكتسبة إلا إن الحل الإسلامي الذي جعله الله بينهما هو حق البر المتبادل بينهما فمن حق الابناء ان يبرهم الاباء قال تعالى:{ يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودُها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون }.[التحريم:6].
ولا ننسى تلك القصة التي حدثت في عصر عمر بن الخطاب، حيث جاء رجل إلى عمر بن الخطاب يشتكي عقوق ابنه ، فدعا عمر الإبن وأباه،
فقال الإبن : يا أمير المؤمنين ؛ أليس للولد حقوق على والده ؟؟
قال : بلى ، قال : ماهي ؟؟
فقال عمر : أن يحسن اسمه ، وينتقي أمه ، ويعلمه تلاوة القرآن . فقال
الإبن : إن أبي لم يفعل شيئاً من هذا؛ أما أمي فكانت من المجوس ، وأما
اسمي فقد سماني جعلا (وهو اسم حشرة سيئة من الحشرات) ثم إنه لم يعلمني حرفاً واحداً من كتاب الله عز وجل . فالتفت عمر إلى أبيه وقال: لقد جئت تشكو إليّ عقوق ابنك وقد عققته قبل أن يعقك ، وأسأت إليه قبل أن يسيء إليك .
من حق الاباء ان يبرهم الابناء
قال الله تعالى في كتابه العظيم:{ (وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً }[الإسراء:23].
الاعتراف بالجميل مبدأ من مبادئ الإسلام، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من آتى إليكم معروفاً فكافئوه؛ فإن لم تجدوا فادعوا له". رواه الطبراني في الكبير. والبر بالوالدين مبدأ تطبيقي للاعتراف بالجميل . يستجيش القرآن الكريم وجدان البر والرحمة في قلوب الأبناء نحو الآباء حتى لا تلهي الأبناء حياتهم فتبعدهم عن الوفاء والاعتراف بالجميل. فقد يكون في زحمة الحياة من المشاغل والشواغل ما يصرف الولد عن حياة والديه… فكانت الاستجاشة التي قرنت العقيدة كركيزة للعمل الطيب بأول الأعمال الصالحة من العبد المؤمن وهو البر بالوالدين.
جعل الله علاقة البيت المسلم بذوي الرحم دليل على التقوى و الإيمان
اقسم الله تعالى بالرحم وقرنها بالتقوى
قال تعالى(فاتقوا الله الذى تساءلون به والارحام.....
دليل الايمان
قال صلى الله عليه وسلم:(من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليصل رحمه)
جعل الله علاقة البيت المسلم لا تقتصر على افراده و اهله بل تمتد الى المجتمع القريب في المكان فكان الجار و علاقة التكافل من مقاييس الخيرية عند الله الاحسان الى الجار "خير الاصحاب عند الله خيرهم لصاحبه و خير الجيران عند الله خيرهم لجاره "
و من هنا كان الانطلاق بالمجتمع المسلم نحو الترابط و من اهم اسباب قوته في حالات السعة و الضيق و تعد هذه الافكار بعض من كل مما يقدمه الاسلام للبيت و المجتمع المسلم من اجل الاستقرار و الاستمرار على الطريق الصحيح
اخيرا....
و شاء الله أن أى بيت مسلم لن يبلغ منزلة التميز بإسلامه الا من بذل جهدا في تطبيق منهج الله على نفسه و على أهل بيته
فالبيت المسلم لن يتحقق بمجرد قرأة الآيات المنظمة للعلاقة الزوجية سواء في حال الاجتماع او الافتراق و لكنه سيتحقق عندما تؤمن بعض البيوت إيمانا كاملا بهذه الضوابط الشرعية و تستقيم عليها و تبذل قصارى جهدها في تنفيذ هذه الأسس و القواعد الحاكمة للبيت المسلم و تربي أولادها عليها لتستقيم عليها بيوتهم في المستقبل و تتعامل بها مع الاهل و الجيران و من ثم يخرج من رحم هذه البيوت المستقيمة بيوت اخرى تسير على نهج الله و هكذا...



0 لأضافة تعليق:

إرسال تعليق