ألم واحد يكفي!!

ألم واحد يكفي!!
عندما يقبل أحد الزوجين على خطوة الإنفصال سواء بالطلاق أو الإنفصال المعنوي فلابد له ان يدرك أنه جرح شريكه بصورة أو بأخرى فإحساس الرفض إحساس مؤلم حتى و إن جاء من شخص ربما لا يمثل لك الكثير من الأهمية و لكنه يظل إحساس مؤلم
ينبغي على الشريك صاحب قرار الإبتعاد أن يترفق بشريك حياته و ليتذكر أنه من المؤكد أنه قد جمعته به لحظات سعادة حتى و إن كانت قليلة... و لا ينسى الفضل المتبادل بينهما قال تعالى:"ولا تنسوا الفضل بينكم..." بل ربما يكون على الطرف الرافض للإستمرار في الحياة الزوجية أن يرد لمن كان شريكه عطاياه التي منحها إياه في اثناء قيام الزوجية بينهما
و لنا في رسول الله أسوة حسنة فعندما رغبت إحدى الصحابيات في الإنفصال عن زوجها أمرها الرسول بأن ترد إليه حديقته
من جهة أخرى طلق أحد الصحابة زوجته ثم سئل لماذا طلقها فرفض الخوض في سيرتها حفاظا على ستر من كانت زوجته ثم تزوجت فسئل مرة أخرى نفس السؤال فرفض الإجابة متعذرا بأنه ما كان له أن يتحدث عن زوجة غيره ثم ماتت و سئل نفس السؤال فكان موقفه كيف يتحدث في سيرة من لا تستطيع الدفاع عن نفسها فيما يقال عنها
 يختلف الزوجان كثيرا اختلاف يمكن معه استمرار الحياة الزوجية و ربما يحكما بينهما حكما و هذا أمر شرعي صحيح و لكن يظل الهدف من  التحكيم هو التصالح و الإتفاق بين الزوجين...في بعض الحالات يأخذ أحد الزوجين التحكيم الى مسار آخر بعيد كل البعد عن الاتفاق فهو يعتبر التحكيم هو سبيل من سبل كسب حلفاء جدد في صفه لكى تعينه في معركته مع شريك حياته التي يستخدم فيها كل الأسلحة المتاحة لديه بداية من ذكر العيوب الحقيقية إلى كشف العورات و هو ربما لا يدرك انه يذبح صاحب فضل عليه في يوم من الايام ... بسكين بارد ...و يكون بذلك قد أضاف إلى ألم الخلاف ألم آخر...ألم كشف الستر
وبدلا من أن يكون للخلاف أو الطلاق ألم واحد يضيف أحدهم إليه ألم آخر لتزداد الجروح و الفجوات 
 أليس لنا في الصحابية الجليلة أسوة حسنة التي أشتكت إهمال زوجها لها في هيئة مدح إذ قالت عندما سئلت عن عدم اهتمامها بنفسها ان زوجها قوام صوام و هنا فطنت السيدة عائشة لما وراء هذه الإجابة التي تحمل الكثير من الحياء و المدح و الستر ........
ليكن  حديث رسولنا صلي الله عليه وسلم " ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه " نور يضئ لنا بيوتنا و يخفف عنا آلآمنا
و ليسأل كل طرف نفسه في لحظة صدق و بعيدا عن العصبية و تأثير الأخرين و الظن و ...........ما هى البصمة التي سيتركها في حياة الآخر ربما يعودا معا ليستأنفا رحلة الحياة و ربما يلتقيا في أى مناسبة أو يحتاج كل منهما للآخر لتحقيق مصلحة الأبناء و ربما.....
في النهاية تظل التقوى هى طوق النجاة للحياة الزوجية في حال الاستمرار و الذكرى الحسنة في حال الإنفصال
 قال تعالى :
"يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ"
و أخيرا....
أن العبرة ليست بالأشخاص ، ولكن بالعبر و العظات التي يمكن أن نستنبطها من بيوت هؤلاء العظماء ، لأن في بيوت هؤلاء العظماء الكثير من المبادئ و القيم ، التي إذا وضعنا أيدينا عليها واعتنقناها كما اعتنقوها ، و حكمت افعالنا كما حكمت أفعالهم لتعلَّمنا منهم الشيء الكثير و كانت بيوتنا من أرقى البيوت سلوكيا و فكريا و عاطفيا  .
 امل صبري

0 لأضافة تعليق:

إرسال تعليق