الحلم الجميل


الحلم الجميل   
           عاد أحد الأزواج الي بيته مبكرا عن موعده المعتاد و كان سعيدا و في عينيه لهفة لم تراها زوجته منذ زمن الحب الجميل.... ثم قال لزوجته: اريدك أن ترتدي أجمل ما عندك فاندهشت الزوجة! و قالت: لماذا ؟هل هناك مناسبة ؟ قال :نعم و اريدك أن تكوني أجمل من في الحفل... لديك ساعة تجهزين فيها و سأعود إليك لكي ننطلق معا إلى أجمل حفل!! ثم ذهب و الزوجة في حيرة من أمرها و تتسأل ما هذا الحفل المفاجئ ؟و ما أهميته؟ و من هم الذين يريدني أن أكون أحلى من فيهم ؟و ظلت الأسئلة تتبادر إلي ذهن الزوجة و هى لا تستطيع أن تفسر سر هذا الإهتمام بهذا الحفل المفاجئ و مرت الساعة و كانت الزوجة في أجمل صورة و إذا بالزوج ينتظرها أسفل البيت و هو في أجمل هيئة و كأنه عريس في ليلة عرسه .... و ازدادت الزوجة تعجبا عندما وجدت زوجها يفتح لها باب السيارة لتركب كالملكة التي يرجو كل من حولها سعادتها و تلبية رغباتها ... و لكن هذه المرة لم تسأل من كثرة المفاجآت و خيم الصمت عليها و لكنه الصمت الحائر و الذي لم يسيطر عليها رغبة فيه و لكن لكثرة الأسئلة التي تتوارد على خاطرها لم تدع لها مجالا للنطق فهى المرة الأولى منذ زواجهما التي ترى فيها زوجها بهذه الرقة و هذا العطف و كأنها تتمنى لو توقف الزمن عند هذه اللحظة ...و انطلقت السيارة إلى مكان رائع و كأنه قطعة من الجنة حيث الهدوء و السماء صافية و النهر الجاري و كأنه يعزف موسيقى طبيعية يعزف الكون من حولها لا يسمعها أحد غيرها إنها لم تكن حفلة ككل الحفلات إنها حفلة لها هى فقط ..معه هو فقط ...إنها لحظة إستثنائية في حياتها ... و هنا غلب الكلام الحائر هذا الصمت الذي لم يعد يصمد أمام هذا الفيض من المشاعر الحانية فسألت لماذا ؟و كيف؟ و أين كل هذا منذ يوم الزواج و ما الجديد و............ ؟!!!! و كأنها تلهث من الجري لمسافات طويلة لم تأخذ قسط من الراحة على طول الطريق... فقال مقاطعا سيل الأسئلة مشفقا عليها من فرط السعادة و المفاجأت: أني أحبك و لا أتصور الحياة بدونك يا أجمل ما منحني القدر.... و أزدادت الأسئلة و كان لابد له من النطق بإجابة واضحة فقال: البداية كانت في لحظة كنت و الأصدقاء نتسامر فيها عن الزواج و نحن نردد النكات حول الأزواج و الزوجات و التعاسة التي يعيشها المتزوجون ... فإذا  بأحد الأصدقاء يسألنا هل أحدكم فكر يوما أنه تلقى إتصالا هاتفيا ينعي إليه زوجته ماذا سيكون شعوره ؟! هل سيشعر بالراحة أم سيشعر بالحزن للفراق أم سيكون  الإحساس الذي يسيطر عليه هو التقصير في حقها و أنها كانت له أجمل هدية من رب العالمين و لم يقدرها ؟... أم لم يفكر أحدكم في هذا اليوم؟ و يتمنى وقتها لو يعود به الزمن كى يحبها حب العاشقين و يواعدها موعد يمنحها فيه لحظة للحياة ....الحياة كلها لا تنساها ....و كأنه يمنحها العمر في لحظة؟!! هذا هو واقع حياتي يا أصدقائي تسامرت كثيرا حول الزواج و ما يجلبه من مسئوليات و عدم راحة حتى زهدت في تجديد حياتي و كأن الركود و النكد و المسئولية ....هى معاني حتمية لكلمة الزواج حتى فقدت زوجتي و بدأت رحلة الندم و الشعور بالتقصير...  
فقال الزوج:و إذا بي للحظة توقفت مع كلام صديقي و إذا بشعور جارف يجعلني أترك الأصدقاء و أجري إليك و كأنني أريد أن ألحق بك قبل أن افقدك بل و أريد أن أمنح نفسي لحظة للحياة السعيدة ...لحظة و كأنها الحلم الجميل...حلم ما تبقى من العمر ...ليستمر لباقي العمر   
القصة من خيال \امل صبري

1 لأضافة تعليق:

الحياة الزوجية يقول...

قصة جميلة توضح كيف ان الانسان لا يشعر بقيمة الشيء الا عندما يقترب من ان يفقده

إرسال تعليق