إختبار الكراهية و الإشتهاء



إختبار الكراهية و الإشتهاء

  يتعذر إستمرار الحياة دون تبادل النقيضين الأبيض و الأسود كما يتعذر كذلك استمرار الحياة الزوجية بدونهما.
   و لكن الخطر كل الخطر ...عندما يطغى اللون الأسود على طبيعة الحياة الزوجية في لحظة ما ...قد يكون سببا في انفصال العلاقة المقدسة التي ربطت بين الزوجين برباط المحبة و المودة و بكلمة الله .... و يزداد اللون الأسود قتامة ...و تبدأ الأحداث بأن تترك الزوجة بيت الزوجية حفاظا على كرامتها التي اهينت و .... و نعت الزوج بكل الصفات الغير لائقة و.... وهكذا من الأسباب التي تساق في مثل هذه الظروف...  و تتوالى الأحداث سريعا على نمط اتمام اجراءات الطلاق... و قد ينسى أو يتناسى الجميع حقيقة هامة و هى كما أن هناك خطوات لابد منها لإتمام الزواج فهناك ايضا خطوات لابد منها لكى يتم الإنفصال ,الذي حدد الخطوات في الأولى هو من له الحق و حده في أن يحدد الخطوات في الثانية إنه "الله"
قال تعالى ( وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما إن الله كان عليما خبيرا ( 35 ) )سورة النساء
محاولات الحل بعد أن كانت بين الزوجين تحولت إلى المرحلة الثانية إرسال حكمين من الأهل لمحاولة التوفيق بينهما فإن لم يوفقا في ذلك كانت الخطوة الثالثة وقوع الطلاق مع دوام الحياة المشتركة بضوابطها في منزل الزوجية و هى فترة العدة
قال تعالى :" يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا"سورة الطلاق
 و هنا يكون الإختبار الأخير لإمكانية استمرار العشرة من خلال إختبار جديد لمدى رغبة الزوجين في الإنفصال
هل يطغى البغض و الكراهية الذي يبدو على سطح العلاقة بينهما في تلك اللحظة أم تطغى المحبة و الإشتهاء و اشتياق كل منهما للآخر ؟
فالمشاعر قد يعتريها بعض الفتور و قد يبدو للبعض أنها ماتت و لكن في الحقيقة المشاعر بين الزوجين قد تمرض حتى تصل إلى الحد الذي تتشابه فيه مع الموت و في لحظة الإختبار بين الكراهية و الإشتهاء الذي تظهره فترة العدة من القرب و البعد في آن واحد يبدو لهما جليا أن الحب لم يمت و لكنه ضعف و احتاج الى صدمة و من بعدها افاقة
 في اغلب الحالات التي تمر بتلك المراحل الربانية يكون الإستمرار فيها هو الاصل و تعود الحياة إلى سيرتها الأولى من المحبة و الود و يكون ما حدث بمثابة الدرس القاسي الذي يدرك من خلاله كل منهما مدى حاجته و حبه للآخر بما يكفي لإستمرار الحياة من جديد و بروح جديدة
روح نشأت وفقا لمنهج الله و بطاعة الله ... روح تسري في الحياة الزوجية بلا انقطاع تحمل الخير و البركة للزوجين و الأبناء
و اخيرا
هل لنا أن ننسى الناس و الكرامة و الإهانة و كل المصطلحات التي وضعها الناس لتعبر عن مدى القصور و الفهم لطبيعة البشر و نتذكر الكرامة و التكريم الذي وضعه رب البشر و خالقهم و الأعلم بما ينفعهم و يصلح شئونهم؟!
وهل يمكن أن يتغلب الزوجين على البغض المسيطر عليهما و قت الطلاق ويطبقا منهج الله في مراحل إتمام الطلاق بالإضافة إلى التحلي بالتقوى في كل المراحل كما حدث عند إتمام الزواج وقت وجود المودة و الحب؟!!
امل صبري

0 لأضافة تعليق:

إرسال تعليق